كما أنه وإيمانا منا بأهمية قطاع السياحة وكونه صناعة
نامية على المستوى العالمي حيث أصبح يشكل أحد العائدات الأساسية لكثير
من دول العالم المتقدمة ونظراً لما حبا الله به بلدنا من تنوع بيئي وجغرافي ومقومات من الممكن أن تجعل منه أحد المحطات الرئيسية لذلك الغرض في المنطقة اتخذنا قراراً بإنشاء وزارة
تعنى بهذا القطاع الحيوي المهم ألا وهى وزارة
السياحة والتي نأمل من القائمين عليها أن يسارعوا في تبني
الإجراءات والخطوات المدروسة الكفيلة بتنميته في القريب العاجل ـ إن شاء الله ـ وذلك بالتنسيق مع الجهات الحكومية الأخرى المعنية والقطاع الخاص"
من الخطاب السامي للانعقاد السنوي لمجلس عمان 2004م
تتمتع سلطنة عمان
بمقومات سياحية عديدة ومتميزة موقعها الوسيط كبوابة بين شرق العالم وغربه
، وتاريخها وحضارتها القديمة التي تواصلت منذ وقت مبكر مع مراكز حضارية أخرى في عالمنا عبر البحار التي تفوق العمانيون في ارتياد آفاقه إلى أقصى الشرق والغرب،
والكثير من المواقع الأثرية الشاهدة على عظمة هذا التاريخ ومكانة من صنعوه وصاغوا مفرداته، فضلا عن التنوع البيئي ما بين السهل والجبل والنجد والساحل، ذلك الذي يتيح تباينا مناخيا يوفر شمسا
ساطعة دافئة في الشتاء بالبوادي والحواضر، ونسائم عذبة خالية من الرطوبة مع حرارة معتدلة صيفا في الجبل الأخضر، مع الرياح الموسمية ورذاذ المطر والغيوم والنسيم المنعش
في موسم الخريف بمحافظة ظفار، إضافة إلى ما
تكتنز به البوادي والمناطق الساحلية من مقومات
الجذب السياحي لتنظيم رحلات السفاري الصحرواية، وممارسة الرياضات المائية بالشواطئ الممتدة النظيفة،
ويضاف إلى ذلك كله تنوع الموروث الشعبي
في الفنون والصناعات اليدوية التقليدية .
ومن أبرز هذه المقومات أيضا الاستقرار الأمني الناتج عن الاستقرار السياسي
، ذلك الذي يتيح للسائح التجول بالسيارة في مختلف ربوع السلطنة آمنا على نفسه وممتلكاته، ومصادفا لكل أشكال العون والضيافة وحسن الاستقبال من المواطنين المجبولين على الترحيب
بضيوفهم سيما إذا كانوا أجانب ، ويعزز من هذا توافر عدد كبير من مشاريع الإيواء مثل
الفنادق متعددة الدرجات والشقق الفندقية ومختلف المرافق
التي تقدم الخدمات الضرورية للسياح والزوار، فحكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- تسعى إلى النهوض بقطاع السياحة بشكل ملموس
من أجل تأكيد مكانة السلطنة في التاريخ والجغرافيا ،وإبراز ملامحها
الثقافية والهوية الوطنية بالإضافة إلى استثمار إمكانات السلطنة
في هذا المجال وزيادة إسهام هذا القطاع في التنمية الوطنية وتنو يع مصادر
الدخل القومي تمشيا مع الرؤية المستقبلية للاقتصاد العماني